الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم مقدم محمود سودان 🇪🇬

 

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم

مقدم محمود سودان 🇪🇬



ان الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم هو أحد أهم جوانب إعجاز القرآن، ويتمثل في تفوقه المطلق على أي كلام بشري في فصاحته وبلاغته وبيانه وأسلوبه. وقد تحدى الله تعالى العرب وهم أرباب الفصاحة والبيان أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله أو حتى بسورة واحدة من مثله، فعجزوا عن ذلك واعترفوا ببلاغته التي لا تُضاهى.


مظاهر الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم:

 -الفصاحة والبيان: يتميز القرآن الكريم بألفاظه المنتقاة بعناية، وتراكيبه المحكمة، ومعانيه الواضحة، وأسلوبه البديع الذي يجمع بين الجزالة والسهولة، والقوة والعذوبة، والإيجاز والإشباع. قال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].

 

-البلاغة: يتضمن القرآن الكريم أسمى درجات البلاغة في الإيجاز والإطناب، والتقديم والتأخير، والتشبيه والاستعارة، والكناية والتورية، وغير ذلك من فنون القول التي تؤثر في النفس وتستميل القلب والعقل. قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الزمر: 27].

 

-الأسلوب الفريد: يتميز القرآن الكريم بأسلوب خاص لا يشبه أساليب الشعر ولا النثر المعروفة عند العرب، فهو أسلوب معجز في نظمه وتركيبه وإيقاعه وتأثيره. قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].


 -التأثير الروحي والنفسي: للقرآن الكريم تأثير عجيب في النفوس، فهو يريح القلوب ويهدي العقول ويزكي الأرواح، ويحدث خشوعًا وتدبرًا عند تلاوته أو الاستماع إليه. قال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21].


آيات وأحاديث تدل على إعجاز القرآن اللغوي:

 -الآيات:

 *{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 13-14].

   

* {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 23-24].

 

* الأحاديث:

   * روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من الأنبياء نبي إلا أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة". وهذا الحديث يدل على أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى هي القرآن الكريم، وهو معجز ببلاغته وفصاحته وتأثيره.

   

* وردت أقوال كثيرة عن الصحابة والعلماء تشير إلى إعجاز القرآن اللغوي، وإقرار فصحاء العرب وبُلغائهم بالعجز عن الإتيان بمثله.


إن الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم دليل قاطع على أنه كلام الله تعالى، وليس كلام بشر، وقد ظل هذا التحدي قائمًا على مر العصور، ولم يستطع أحد أن يأتي بمثله، وسيظل كذلك إلى يوم القيامة.


بقلم

مقدم محمود سودان 

تعليقات

Megastar

القصيدة العصماء "عند كعبتها سجد الحبّ" د حكيمة جعدوني الجزائر 🇩🇿

سر معجزات قميص يوسف عليه السلام

يوافق اليوم الذكرى الرابعة والثمانين علي ميلاد الفريق مجدي حتاتة

المؤمنون أهل حِلم وصبر وتواضع وتسامُح وحَياء

“Beyond the Curtain: Voices That Refused to Stay Quiet”

بليغ حمود سعيد ذمرين...استيقظ.. اليمن 🇪🇬