المؤمنون أهل حِلم وصبر وتواضع وتسامُح وحَياء
المؤمنون أهل حِلم وصبر وتواضع وتسامُح وحَياء
متابعة دعاء مصطفي عبد الباقي مصر 🇪🇬
﴿يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾ [الفرقان: ٦٣].
تعرفهُم بِطولِ الصَّمت وتواصُل الفِكر وخَفْض الصَّوت والبُعد عنِ الهرج والصخب والتلاعن.
وتعرفهُم بالتأنِّي والإتقان والإحسان فيما يعهد إليهم مِن أعمال، وتعرفهُم بالدماثة ولين الطَّبع والصِّدق والوفاء والاعتدال في الأخذ مِن كُلِّ شيء.
وإذا كان لا بُدَّ مِن اختيار صفة واحدة جامعة لطابع المؤمن لقلتُ: هيَ السَّكِينة، فالسَّكِينة هيَ الصِّفة المفردة التي تدُلُّ علىٰ أنَّ الإنسان استطاع أن يسود مملكته الداخلية ويحكُمها ويسوسها.
وهيَ الصِّفة المفردة التي تدُلُّ علىٰ انسجام عناصر النَّفس والتَّوافُق بين متناقضاتها، وانقيادها في خضوع وسلاسة لصاحبها، وهو أمر لا يوهب إلَّا لمؤمنٍ.
وأنت تقرأ هذه السَّكِينة في هدوء صفحة الوجه، ليس هدوء السطح بل هدوء العُمق، هدوء الباطن، وليس هدوء الخواء، ولا سكون البلادة، وإنَّما هدوء التركيز والصفاء واجتماع الهِمَّة وَوُضوح الرؤية، وكأنَّما الذي تراه أمامك يضم البحر بين جنبيه.
والبحر ساكن ولكنَّه جيَّاش يطرح اللآلئ والأصداف والمراجين مِن أعماقه لحظة بلحظة، فهو غنيّ الغِنَى اللانهائي.
وهذه خاصِّية المؤمن، ذلك الهدوء المُشع الثري، لماذا؟!
لأنَّ علاقة المؤمن بما حَوله علاقة مُتمَيِّزة، مختلفة.. علاقته بالأمس والغد، وعلاقته بالموت، وعلاقته بالناس، وعلاقته بعمله ونظرته للأخلاق.
مقتبس من كتاب " أسرار القرآن " د/ مصطفي محمود رحمه الله
تعليقات
إرسال تعليق