بليغ حمود سعيد ذمرين...استيقظ.. اليمن 🇪🇬
استيقظ
حين تنام الأرض ويصحو النُّور
في العشر الأواخرِ،
يخلعُ اللّيلُ أرديتَهُ السّوداء،
ويغتسلُ من همسِ الأجسادِ المُتعبة،
فوق سجادِ التّوبةِ،
تحتَ ظلالِ السّكينةِ النّازلةِ من غيبٍ لا يُدركُهُ إلا النّور.
الوقتُ هنا ليسَ وقتًا،
إنه انكسارُ عقاربٍ عند بابِ الرّجاء،
حيثُ تمشي الأرواحُ حافيةً،
باحثةً عن عتقٍ يليقُ بها،
تُلملمُ ما تساقطَ منها من أيامٍ،
تُعيدُ تشكيلَ العمرِ في يدِ الرّجاء.
السّماءُ تُشرعُ نوافذها،
والقدرُ يكتبُ بمدادٍ لا يُرى،
كم من حياةٍ تُمنحُ بين طياتِ سجدةٍ،
وكم من أبوابٍ كانت موصدةً،
فانفرجت بانكسارِ قلبٍ وحرفِ دُعاء.
في هذه اللّيالي،
يمشي النّورُ بينَ الأروقةِ،
يربّتُ على أكتافِ السّاجدين،
ويهمسُ في آذانِ الباكين:
هنا تختبئُ ليلةٌ،
لو مسَّك طرفُ جناحِها،
لاستحالتَ من رمادِ الذّنبِ إلى ضوءٍ لا ينطفئ.
الملائكةُ تفيضُ كالغيث،
تكتبُ أسماءً وتمحو أخرى،
وأنتَ...
أما زلتَ تغفو؟
أما زلتَ تحسبُ اللّيلَ عابرًا كغيرِهِ؟
استيقظْ،
فالدّهرُ قد يهبُكَ عمرًا في سجدة،
وقد يختزلُكَ في غفلةٍ واحدة!
تعليقات
إرسال تعليق