محمد عبد الرحمن صدفة ميرور عربية
صدفة
أرادها لنا القدر فجمعتنا ثم شاء إن نفترق ففرقنا ... ذات يوم كانت تسكن قلبي أميرة الحب والجمال فجأة تغير كل شيء أغلقت ذاك القلب ورحلت تاركة وراءها قلبا محطما وروحا أنهكها الهجر والفراق وقتلها الجفاء والوحدة غابت ولم تعد عين لي تراها غابت عن بصيرتي وبصري وعن حرف كنت أراها به وعن كلمة كانت تتجسد فيها ماثلة أمامي بقامتها الهيفاء
وقدها الممشوق وشعرهاالناعم المسدول على كتفيها ووجهها الأبيض الناعم الطري والذي تكمن فيه براءة الأطفال وعنفوان الشباب وطيبة القلب تفاحة خدها تشوبها حمرة وقد حاكت البدر في تمامه وكماله وماثلته في جماله عيناها بحر بهما تغرق البحار وتطفو
إن غصت فيهم تحصد اللؤلؤ والمرجان والزبرجد والجمان هذه بعض صفات من كانت حبيبتي ورفيقتي وصديقتي وإنسي في وحدتي ووحشتي
غابت فبحثت عنها في كل حرف كتبته وفي كل كلمة دونتها أو نطقت بها بحثت عنها بين السطور وزواياها الميته ونقاط الحروف الفوقية والتحتية في الحارات والأزقة في الشوارع وبين المارة على الطرقات وجميع الأماكن حتى بين الأشجار وأغصانها في الفيافي والقفار في البحار والأنهار
في الصحاري والواحات بحثت عنها في كل شيء حتى بين الأزهار والورود هي نحلة لا كا النحل لا يشبهها شيء ولاهي تشبه الأشياء منفردة في جمالها وبهاء طلتها في بسمتها في غضبها ورضاها في رقتها ونعومة ملامحها نحلة زينت الأزهار وأكسبتهاجمالا فوق جمالها
بجمالها زادت الأزهار ألقا وشذا
فتشت عنها في فضاء الكون وسمائه بين الغيوم والسحاب فلا أثرا لها ربما أضعت طريقي في البحث عنها وغفلت عيني عن رؤيتها والآن لا علم عنها ولاخبر أين ذهبت أين اختفت فقط وحده من جمعنا يعلم أين هي فلا بد لأرادته من أن تتم فكما جمعنا القدر فرقنا.
إني أسلمت لله وإليه فوضت أمري
لربما يأتي يوم فيه نلتقي إني أنتظر أن تعود لسكنها ومستقرها في قلبي..
بقلم فتى الوادي
تعليقات
إرسال تعليق