اليتيم ودخان المال و لقطة ونظره وألم وســـؤال

 

اليتيم ودخان المال و لقطة ونظره وألم وســـؤال



بـقــلم  د/حــــنان عــبدالآخر


صادف هذا العام أن تأتى الجمعه الاولى من أبريل عقب انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك "يوم اليتم".


وماشهدنه طوال شهر رمضان المبارك من شروع "المؤسسات المجتمعية بمختلف مسمياتها ونشاطتها سواء اجتماعية اوسياسية اودينية ، والكثير من الشخصيات العامة والسياسيه....الخ"، فى أعمال الخير وتقديم المساعدات بشكل علنى والتكثيف من ذلك، وفى شكل احتفالات وبشكل مولفت وبمختلف وسائل الاعلام، وبطريقة أو أخرى أصبحت "أعمال الخير والتكافل الاجتماعى" ساحه للمنافسه لإبراز من أصحاب العطاء والخير اكثر، والدعايا لأنفسهم ومؤسساتهم.

- هل هذا هو المغزى الحقيقى من "التكافل الاجتماعى" والحسنات المضعفه فى شهر رمضان المبارك، والذى شرع الله من أجلها الصيام "والذى جعله الركن الثالث من أركان الإسلام"؟!

- وهل أصبح عوز الناس وسيله دعايا رائجه بهذا الشكل الفج، والمؤلم والقاهر للفقراء واصحب العوز؟!


واخص فى هذا الصدد: "الأيتام"، فمنهم الفقراء ومنهم ليسوا بفقراء، ولكن يحتاجون إلى الرعاية المعنوية، وان تستغل فئة "الأيتام" فى أعمال الخير العلانية او"الدعايا اوالمتاجره بيتمهم" فهذه جريمه، ولا تقل اذاء عن من يقهرهم.


"قال تعالى": أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10)[الضحى] .

 "وقال تعالى": {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}.. [الضحى : 9].

"وقال تعالى": {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}..[الماعون:2].

"وقال تعالى": {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.. [البقرة : 215].

                "صدق الله العظيم"


 لقد ذكر اليتيم فى  23 آية فى القرآن، من حيث الحث على الاهتمام به وبحقوقه وبوضعه عند الله، كما ذكر أكثر من إحدى عشر حديثاً عن اليتيم، وهناك احديث أخرى ضعيفة .

 

 «الشـــاهد مماســبق»


  أن الاهتمام البالغ بشأن اليتيم في الحث على معاملته معاملة إنسانية، وعدم قهره والحط من كرامته...

 "قال تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر" 

"وقال جل شأنه: أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم" .

"ورسول الله، صلوات الله وسلامه عليه هو القائل: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى" .


فكافل اليتيم وراعي حقوقه، هو رفيق النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في الجنة .


 كما بشر النبي "صلى الله عليه وسلم"، من أحسن إلى اليتيم ولو بالمسح على رأسه ابتغاء وجه الله، بحسنات كثيرة... 

"فقال: من مسح رأس يتيم، لم يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين"،،، اى أن منزلة اليتيم عند الله ورسوله، منزله عظيمة .


ولله المثل الاعلى:- أعظم يتيم فى الإنسانية " نبى الرحمة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام"، فعندما قرن اسمه بلفظ الجلاله "الله" على العرش وفى القرآن والاذان . 


«الســـــــؤال»


_ هل اصبح اليٌتم نوع من أنواع العوز؟

_ "ولوكان هناك ايتام فقراء" هل فقرهم مبرر ليعاملوا مثل اللاجأين "تقدم لهم الهدايا والإعانات علانا ؟

_ وهل عندما يعطى اليتيم الاعانات والهدايا  "وتلتقط الصور" اهاكذا خففت ألامه؟ ام عمقت جراحه وزداد الجرح ألاما ؟!

_ هل عندما شرعت الدولة فى عمل يوم اليتيم "كان مقصدها" العظا والتذكره بوجود فئة يجب الحنو عليها، واحتواء جرحها الغائر؟ أم أن يصبح احتفالية، والأطفال الأيتام يصبحوا جزء من لقطة لتحقيق مايصبوا إليه البعض من امجاد زائفه ؟؟!!

_ هل اصبح من يمتلكون المال، فقط دون ملامح إنسانية حقيقية "دخان المال"، هم بصلة وقدوة المجتمع؟!

_ هل اصبح(دخان المال) هم نجوم المجتمع وقدوته، ويسيطرون على بعض مؤسساته، الفكرية والخدمية،  ويتم اختيارهم لبعض المناصب القيادية، وكل المؤهل لذلك هو امتلاكهم الأموال دون مقومات أخرى ؟!

_ هل القهر المادى(الاذاء البدنى) اكبر؟ ام الاذاء، والقهر المعنوى اعظم؟؟!!!


« الأســـئلة كثيره، وتحتاج إلى إجابات من مجتمع فقد "بصلته، وانسانيته، فى أغلب أرجائه"، وجرح اليتيم أصبح اعظم إلاما، "وجرح غائر يزيد بمرور الزمن ولايقل» .


 عندما أطلقت القيادة السياسية، مشروع حياه كريمة، إرادت به رفع العوز عن كل فئات المجتمع التى تعانى، دون تمييز فئه عن أخرى، أو تسمية فئة "بصفتها الاجتماعية"، حتى لا تعمق ألم جرح العوز عند شخص أو فئة، واحداث الترابط والتراحم بين جميع فئات وطبقات المجتمع، أما مايحدث من البعض "انصاف العقول وصناعة الأموال اودخان المال"، نحو بعض فئات من المجتمع "الأيتام"، هو تقليد دون وعى أو مجرد لقطة .


«اللقــــــطـة»


اولا: "يــوم اليتيم": اول جمعه من ابريل، فعندما أصبح هذا اليوم احتفالية، يقوم بعض الشخصيات العامة "من نجوم الفن، وبعض المسؤولين، والمؤسسات المجتمعية، وبعض النواب"، بتنظيم احتفالية وجمع بعض الاطفال الأيتام، وتقديم الهدايا وبعض الاعانات، والتقاط الصور التذكارية، والتى تبرز جهودهم نوح اليتيم .


أهذا هو المغزى الحقيقى من يوم اليتيم؟!

 _ هل هاكذا احتضنتم اليتيم وخففتم وطأة جرحه والآمه .. أم العكس؟؟! وهل.....؟!......؟!.


ثانيا: "مع بدأ المدارس، يقوم البعض بعمل يوم ثانى لليتيم، لتقديم احتياجات المدارس  إلى الفقراء منهم"

 _هل الأيتام فقط من يحتاجون إلى الاحتياجات المدرسية؟!

_ ولماذا لايكون المعارض والتى تقيمونها بصفة عامة، مثل ماتفعله المؤسسات الحكومية عند بداية المدارس؟؟، وذلك لعدم إذاء مشاعر الايتام .

_وهل اعمال الخير بصفة عامة تحتاج إلى ضجيج اعلامى وإعلان ؟!

_وهل الأيتام أصبحوا اداه لتحقيق مكاسب مجتمعية ودغدغة مشاعر المجتمع؟!


«فى النــــهاية»

_ اناشد الجميع بكل فئاته ومؤسساته:- جرح اليتيم عظيم، وكل ما تقدم الزمن أصبح الجرح أعمق وأعظم الاما،  فلاتتاجروا  بجرحه وآلامه، فقهر اليتيم عند الله عظيم .


-- "وقال جل شأنه: أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم" 

 فعندما يقرن المولى عز وجل؛؛ التكذيب بالدين،، بمن يدع اليتيم ..

فإنه يوضح مدى عظمة اليتيم، وشدة عقاب من يقهر اليتيم، والقهر لايكون ماديا فقط بل القهر المعنوى ايضا، ويكون القهر المعنوى أكثر آلاما.


 _ وعلى كل من يتولى أمر اليتيم أن يعامله كما يحب أن يعامل ذريته من بعده .

"قال تعالى: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً"

  "صدق الله العظيم"

تعليقات

Megastar

القصيدة العصماء "عند كعبتها سجد الحبّ" د حكيمة جعدوني الجزائر 🇩🇿

سر معجزات قميص يوسف عليه السلام

يوافق اليوم الذكرى الرابعة والثمانين علي ميلاد الفريق مجدي حتاتة

المؤمنون أهل حِلم وصبر وتواضع وتسامُح وحَياء

“Beyond the Curtain: Voices That Refused to Stay Quiet”

بليغ حمود سعيد ذمرين...استيقظ.. اليمن 🇪🇬