رواية العمة كريمة الجزء الاول بقلم هدي احمد شوكت
رواية العمة كريمة الجزء الاول
الجزء الأول: اللقاء الأول والمصير المحتوم
في قلب الريف المصري، حيث تمتد الحقول الخضراء بلا نهاية، وتتعانق الأشجار مع السماء، كانت هناك مزرعة واسعة يملكها إحسان باشا، أحد كبار رجال الدولة. لم يكن إحسان رجلًا عاديًا، بل كان ذا نفوذ وسلطة، وعُرف بحكمته وحنكته في إدارة أملاكه.
رغم ثروته ومكانته، كان الحزن يملأ قلبه بعد وفاة زوجته الأولى، التي تركت له ابنًا وحيدًا، جهاد. بحث طويلًا عن امرأة تملأ فراغ قلبه وحياته، لكن لم يجد من تليق بمكانته... حتى ذلك اليوم المشهود.
في أحد أيام الصيف الحارّة، وأثناء زيارته لمزرعته، لمح فتاةً تشعّ بجمالٍ نادر، تتهادى بين سنابل القمح كأنها جزءٌ من الطبيعة ذاتها. كانت كريمة، ابنة المزارع سيد، فتاةً ريفيةً لم يرَ مثلها من قبل. بشرتها القمحية النضرة، وعيناها الواسعتان اللتان تخفيان عالمًا من الأسرار، جعلتاه يقف مشدوهًا.
لكن كيف له أن يقترب منها؟ والدها رجل حريص، لا يسمح لبناته بالخروج كثيرًا، ويحجبهن عن الأعين خوفًا من الطامعين. لم يكن إحسان باشا من الرجال الذين يستسلمون بسهولة، فابتكر حيلة: أرسل أحد عمّاله ليطلب خبزًا وماءً وبعض الطعام. وعندما جاءت كريمة بنفسها لتسليم الطلب، وقف يراقبها عن كثب.
لحظة لقائهما الأولى لم تكن عادية. كأن الزمن توقف للحظات، وكأن العالم من حولهما تلاشى. وبينما كانت تقدم له الطعام، تعثر قليلاً وسقطت بعض الأشياء من يده. نظر إليها فوجد نفسه مأخوذًا بهدوئها ورزانتها.
لكنه كان يدرك جيدًا أن الجمال وحده لا يكفي، فهل ستكون هذه الفتاة الريفية شريكة حياته؟ وهل ستقبل به، وهو الرجل الذي تخطى الأربعين وأصبح أبًا؟
يتبع...
(في الجزء القادم: مفاوضات الزواج، تردد كريمة، ووعد إحسان باشا الذي غير مصيرها.)
تعليقات
إرسال تعليق