عبيرالصلاحي سنرحل و يبقى الحزن
سنرحل و يبقى الحزن
تغدو الحياة..وتروح،تقبل وتدبر،تعطي وتأخذ.،
تمنح وتحرم .انها تتفنن دوما في انجاز وعود الاقدار.،فهي وحدها صاحبة العقد والحل : تقرر .تحكم وتنفذ، هي وحدها سيدة القرار : تحرم تمنع وتحجب.
توهمك بانها ديمقراطية الحوار ذلك حين تسوقك وانت لا تدري الى حيث قدر لك سلفا فتخال نفسك مليك الامور لك حرية الخيار من قبول او رفض .استمرار او رحيل .لكن في نهاية المطاف تجدها تكشف لك عن- وجه آخر -وجهها الحقيقي تلك الديكتاتورية- ديكتاتورية القرار- اذ تجدها دوما مفردة الفعل قابضة بيد السطوة زمام الامر كله
لها وحدها فصل الخطاب فهو قول واحد لا رجعة فيه انه : (قولها هي)..اما نحن فدااااائما وابدا ما يصاحبنا ذاك الذي جبلنا على ملازمتة منذ البداية وحتى نهاية المطاف نحن - أرباب الخطأ - .نذهب فيتبعنا ..نرجع فيصحبنا . يقفو اثرنا فلا ننفك مسيرين في فلك اوجاعه نكتوي بلهيب عاقبته . ورغما عن دوي الالم ذاك الذي يرج الاركان مخبرا عن انهيار قوانا منذرا بخورها ف اية لحظة الا انها تصم الاذان عنه وعنا وتلوى أعنة حيواتنا كي نكمل المضي الى حيث قدر لنا سلفا في غير مقاومة ولا عصيان ،و حتى ان عزمنا الانفكاك من سطوة القهر تلك فتوهمنا كالعادة أحقية انفسنا في سلك درب الوداع .معلنين جهارا بكل شمم واباء
: اننا راحلون.وانفونا شامخة أن أنهينا الامر فنحن اصحاب القرار ، حينها نلمحها كامنة ترمق خطانا بايماءة رضا. تباركها اغماصة طرف حان ويحوطها ابتسامة ظافر عظيم المكر؛ إذ قضي الامر على نحو ما رسمت هي لنا حين المهد ولكننا في ظاهر الامر نحن من اخترناه بانفسنا .نعم اخترنا ما ساقتنا هي اليه منذ البداية .(الرحيل )-رحيل الخاسر- .اذن فلنرحل نحن؛ اما هو (حزننا )- ذاك الذي لازمنا طوال الرحلة فأثقل كاهل ايامنا حد العذاب- فباق لينبئ عنا عل من يخلفنا في درب الوهم ذاك يدرك ما في نهاية النفق .ويعي انه: (سنرحل نحن و يبقى الحزن)
بقلمي
تعليقات
إرسال تعليق